فكرة التأسيس
صاحب فكرة تأسيس شفشاون
"سيدي ابن جمعة"كان الشريف ابن جمعة العلمي ، الذي ينسب إلى المولى إدريس الأول - مؤسس أول دولة عربية إسلامية بالمغرب الأقصى - هو الذي فكر في تأسيس أول رباط للجهاد ضد الغزو البرتغالي بالمغرب الأقصى، و نادى للجهاد من أجل الدفاع عن حوزة الوطن، فالتفت حوله القبائل التي تمكنت من إرغام الحاميات البرتغالية في كل من سبتة والقصر الصغير على أن تظل قابعة وراء أسوار تلك المدن. وقد قاد "ابن جمعة" الجهاد في سبيل دينه ووطنه ضد الغزو البرتغالي في الوقت الذي لم تكن البرتغال تحتل بأرض المغرب سوى مدينتي سبتة، والقصر الصغير.
كان ابتداء تخطيط مدينة شفشاون في الجهة المعروفة بالعدوة وهي عدوة وادي شفشاون في حدود سنة 876هـ/ 1471م، على يد الفقيه الصالح المجاهد أبي محمد الحسن بن جمعة، الذي أذاق البرتغاليين الأمرين، وأصبحوا يحسبوا له ألف حساب، الأمر الذي جعلهم يفكرون في التخلص منه، وفي أثناء تأدية "ابن جمعة" صلاة العشاء في ليلة من شهر محرم 876هـ/ يوليوز 1471م، بمسجد قرية الخروب الواقعة بجبل حبيب الكائن بقبيلة بني عروس، أغلقوا عليه الباب وأضرموا النار في المسجد حيث مات شهيدا رحمه الله، ودفن في مسقط رأسه بقرية إيغاروزيم حيث يوجد قبره الذي تم ترميمه في سنة 1391هـ/ 1971م بمناسبة الاحتفال بمرور خمسمائة سنة على تأسيس شفشاون.
مؤسس مدينة شفشاون
"مولاي علي بن راشد"يسجل تاريخ المغرب أسماء شخصيات عظيمة ساهمت بحظ وافر في الدفاع عن الوطن والمواطنين، فقد حل مكان الشريف العلمي المولى سيدي ابن جمعة، خليفته وابن عمه الشريف مولاي على بن راشد الذي أجمعت الساكنة على مبايعته، كأمير للجهاد ضد البرتغاليين.
مولاي علي بن راشد هو الشريف العلمي مولاي على بن يوسف بن راشد بن سعيد بن عبد الوهاب بن علال بن مولاي عبد السلام بن مشيش، يلتقي نسبه مع نسب " سيدي ابن جمعة". ويعرف بمولاي علي بن راشد وهو اسم جده الذي أطلق فيما بعد على الأسرة، فأصبحت تعرف بالأسرة الراشدية، و منها سميت شفشاون بالمدينة الراشدية
ولد الشريف علي بن راشد بقرية "غاروزيم" القريبة من موضع مدينة شفشاون في حوالي سنة 844هـ/1440م، وقد توجه إلى الأندلس في حوالي سنة 864هـ/1460م، وأدى خدمات كبيرة لملك غرناطة في حروبه، وأصبح محارباً محنكاً، ثم عاد إلى بلاده وأقام بجبل شفشاون حيث كان يقيم ابن عمه " ابن جمعه " في حوالي سنة 869هـ/ 1465م. ولا شك في أن الخبرة التي اكتسبها مولاي علي بن راشد بالأندلس جعلت ابن عمه الشريف "ابن جمعة" يختاره خليفة له. وهكذا أصبح مولاي علي بن راشد زعيم المجاهدين في الشمال الغربي من المغرب.
و تجمع المصادر التاريخية على أن مولاي على بن راشد كان أميراً مستقلاً بشفشاون وناحيتها، وتذكره المصادر البرتغالية بأنه كان " سيد البلاد" و " سيد القوم".
كان أول عمل قام به الشريف مولاي على بن راشد الشروع في تنفيذ مشروع ابن عمه " ابن جمعة" المتمثل في تأسيس رباط الجهاد بشفشاون، غير أن مولاي علي بن راشد رأى أن المكان الذي اختاره ابن عمه لم يكن ملائما بسبب انحراف التربة، الأمر الذي جعله يختار المكان الذي توجد به المدينة اليوم على الصفة اليمنى من وادي الفوارات.
وكان علي بن راشد على علم بما كان في الأندلس، ومعرفة بأهمية نوعيات القلاع الحربية التي رسخت في ذهنه، لذلك رأى أن يكون البناء الأول لشفشاون على شكل قصبة تسع دار إمارته وسكنى لعائلته الكبيرة، كما اشتمل بناؤها على الأسوار والأبراج، ودور لسكن الحاشية والموظفين، بالإضافة إلى ثكنات للجيوش وإسطبلات للدواب والخيل، وجعل لها بابا جهة المسجد الأعظم وبابا جهة المخزن. وعلى هذا الأساس جاء بناء القصبة الذي شكل النواة الأولى لبناء مدينة شفشاون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق